سفير روسيا بالرباط: المغاربة أصدقاء يحافظون على علاقات ودية مع روسيا وأوكرانيا ونتعرض لحرب إعلامية حول "العملية العسكرية"
في أول رد فعل رسمي روسي على موقف المغرب بخصوص الحرب على أوكرانيا، وكذا على احتجاجات الجالية الأوكرانية المقيمة في المغرب أمام سفارة موسكو بالرباط، وجه السفير الروسي بالمملكة، فاليريان شوفاييف، رسالة إلى المغاربة والأوكرانيين وصف فيها الخطوة التي أقدم عليها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها كانت "إجبارية"، داعيا إلى عدم تصديق العديد من الروايات المنشورة عبر الإعلام التي تُظهر العمليات العسكرية الروسية بشكل وحشي.
وخاطب السفير الروسي مواطني بلده الذين يعيشون في المغرب وكذا الأوكرانيين بوصفهم بـ"الأعزاء"، فيما وصف المغاربة بـ"الأصدقاء الذين يحافظون على علاقات ودية مع كل من روسيا وأوكرانيا"، موردا "نحن الآن نمر بلحظة صعبة ومأساوية للغاية"، وأضاف أن "العملية العسكرية" التي يقوم بها جيش بلاده على الأراضي الأوكرانية تُعد "تدبيرا إجباريا لم يكن من السهل على القيادة الروسية اتخاذه"، وتابع "نحن نتحدث عن بلد شقيق عشنا مع شعبه كعائلة واحدة لقرون وحاربنا معا الفاشية وهزمناها في الحرب العالمية الثانية".
واعتبر شوفاييف، الذي يحمل صفة سفير مفوض فوق العادة بالمملكة المغربية، أن "الغرب والقيادة في كييف يخوضون حربا إعلامية حول الأحداث في أوكرانيا، متهمين روسيا بكل الخطايا المميتة"، مبرزا أن العديد من الأخبار الرائجة غير صحيحة، على غرار حديث الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، عن قتل جنود أوكرانيين في جزيرة "زميني"، موردا "ما مدى معقولية مثل هذه الاتهامات؟ إنهم أحياء وبصحة جيدة وسيعودون قريبا لعائلاتهم".
وأورد السفير أن القوات الروسية "لا تضرب أبدا المدن والبلدات الأوكرانية، بينما الكتائب الوطنية الأوكرانية، وهم في الواقع النازيون الجدد، تواصل قصف المناطق السكنية في دونباس ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية، وكانت نتيجة ذلك هي تدفق اللاجئين من دونباس إلى روسيا والذين تجاوز عددهم 100 ألف شخص"، موردا أن بلاده تمتنع عن نشر صور لتلك "الجرائم" لأسباب أخلاقية، لكنها ستنشر معلومات حول "انتهاكات حقوق الإنسان من لدن السلطات الأوكرانية، وجرائم التمييز والإبادة العرقية وعمليات تسليم الأسلحة لأوكرانيا من طرف دول حلف "الناتو".
وفي 26 فبراير 2022 أصدر المغرب موقفه الرسمي بخصوص الحرب الروسية على أوكرانيا، حين قال بلاغ لوزارة الخارجية إن المملكة "تجدد دعمها للوحدة الترابية والوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما تؤكد أنها تتابع بقلق تطورات الوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا"، وأضاف أن الرباط تذكر بـ"تشبثها بمدأ عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات بين الدول، وتشجع جميع المبادرات والإجراءات التي تسهم في تعزيز التسوية السلمية للنزاعات".